recent
أخبار ساخنة

الوسيط القضائي محامي طرفي النزاع

يعتبر الوسيط القضائي محامي بانسبة لطرفي النزاع
لم تتبيّن أمام الأستاذ صادق ولد رامول، الوسيط القضائي لدى محكمة المدية، حتى الساعة، خارطة طريق جليّة، رغم انتمائه للدفعة الأولى من الوسطاء التي تمّ إعتمادها سنة 2009، وهو الذي، كما قال، جاء إلى الوساطة كساعٍ لإصلاح ذات البين وغيرةً على تضييع المجتمع الجزائري والمدني للعديد من قيمه، وفي مقدّمتها شيمة التسامح والتعاطي مع أسبقية الصلح التي أقرّها ديننا الحنيف.

وعمل الأستاذ ولد رامول لم يأت من فراغ كما أكّد، فهو يبلغ من العمر 58 سنة وأب لأربعة أطفال، حيث إنه قضى جلّه بين عدّة وظائف من أستاذ ثانوي إلى متصرّف إداري وتوجيهي في الموارد البشرية والعلاقات العامة بمؤسّسة ''كهريف''، ما أكسبه خبرة هامة، كما قال، في التعامل مع الخلافات والمزاج التعايشي بين مختلف وجهات النظر التصادمية، وهو ما جعله، وهو المتقاعد، يتفاعل بإيجابية، ومبكّرا، مع خبر ميلاد قانون الوساطة القضائية بالجزائر، حيث قال:

'' تولّد لديّ إحساس كبير بالقدرة والكفاءة على ممارسة مهنة أو مهمّة الوسيط القضائي، لا طمعا في المال بل إرضاءً لرغبة في ضميري. لكن من خلال معاشرتي لـ40  جلسة وساطة أجريتها بين المتخاصمين أحسست أنني مكبّل، لأن القانون مازال يحصر نشاطنا في القضايا ذات الطابع المدني، فهناك 35 قضية عالجتها متعلّقة بالعقار، وخمس قضايا مدنية وقضية واحدة ذات طابع تجاري، على مدى أزيد من ثلاث سنوات، وهذا يعني أن المتخاصمين المقبلين على أروقة التقاضي مازالت الوساطة بالنسبة إليهم شيئا هامشيا أو ثانويا، أو لم تصل مسامعهم بعد''. أما عن العلاقة بالمحامين، الذين يُعتبرون، مهنيا، خصوما مفترضين للوسيط القضائي، من منطلق ''

مصائب المتخاصمين عند المحامين أتعاب وفوائد''، فيقول الأستاذ ولد رامول ''هناك محامون تفاعلوا إيجابيا مع ميلاد الوسيط القضائي، وهناك من رأوا فيه نذير شؤم. وهؤلاء لا يلجأون إلى فرضية الوساطة إلا في تلك القضايا التي لا حيلة لهم في ربحها أمام المحاكم، أو تلك التي يتخوّف بعضهم الآخر من مساسها بسمعتهم المهنية. ومع هؤلاء لا تتعدّى مهنة الوسيط كونها مشجبا لتعليق جبّتهم وقضاياهم الفاشلة مسبقا عليه''. كما على الوسيط، حسبه، أن يتفطّن إلى بعض الحيل التي قد يلجأ إليها بعض المحامين مع موكّليهم، وهي عرض النزاع على الوسيط ليس بغرض الصلح بين الموكّل وخصمه بل لمجرّد ربح الوقت.

الأكثـر مكراً  لتسيير النزاعات حسب المبتغى 

ولا يخفي الأستاذ ولد رامول استنكاره لمسألة حرمان الوسيط القضائي من بطاقة مهنية، وكذا نصوص قانونية أوسع تمكّنه من الولوج إلى مختلف الإدارات، للحصول على الوثائق والملفات التي تساعده على مواجهة المتخاصمين بالحجج والبراهين المادية المقنعة والمذلّلة للتطرّف والتشدّد في الخصومات، لأن آخر الإقناع ''الكيّ''، وهنا يحتفظ محدّثنا بإحدى أصعب المواجهات التي قام بها بين متخاصم وابن أخيه حول قطعة أرض، حيث قال: ''طوال ستّ جلسات وساطة كاملة لم يقبل أيّ منهما مواجهة أو مجرّد رؤية خصمه وكانا في قمّة التشنّج، لأفاجأ بهما يحضران سويّا إلى سابع جلسة صلح متبادلين الاعتذارات وقبلات الصلح، وهو مشهد مؤثّـر بين ذوي قربى عاشا أزيد من 20 سنة في حالة شاذة من الجفاء، سأحتفظ به ما عشت''، يختم الأستاذ صادق ولد رامول.
google-playkhamsatmostaqltradent